عند اتصالك بالإنترنت، تلعب سيرفرات خدمة DNS الخاصة بموفر خدمة الإنترنت لديك دورًا رئيسيًا في رحلة تصفحك على الشبكة العنكبوتية. ولكن في البدء، ما هو خادم DNS؟
DNS هي اختصار لـ Domain Name System (أو Server أو Service) ، وهي تخدم أغراض ربط أسماء النطاقات الخاصة بمواقع الويب إلى عناوين IP الخوادم المضيفة لتلك المواقع.
تخيل أن الإنترنت عبارة عن دليل هاتف عملاق، فعلى سبيل المثال، عند كتابة wevrlabs.net على شريط عنوان المتصفح، فهذه العملية تُماثل البحث في دليل جهات الاتصال على جوالك، وعند الاتصال بأي من تلك الأسماء، سيقوم هاتفك بعد ذلك بربط اسم جهة الاتصال تلك برقم الهاتف الخاص بها، وعليه لن تضطر إلى تذكر جميع أرقام هواتف الاتصال الخاصة بمعارفك.
يمكننا الآن تطبيق نفس الفكرة على أسماء عناوين مواقع الويب، فعند ذهابك إلى موقع wevrlabs.net مثلاً، يجب أن تتم ترجمة عنوان ذلك الموقع إلى عنوان IP الخاص بالخادم المستضيف له (في هذه الحالة 104.28.18.130)، حيث أن أساس عمليات التواصل وتبادل المعلومات على الإنترنت يعتمد على عناوين الـIP، وهنا يأتي دور خادم الـ DNS، حيث يتكفل بترجمة عنوان كل موقع ويب إلى الـ IP الخاص بالخادم المستضيف له، بالتالي يوفر عناء الاضطرار إلى حفظ آلاف عناوين IP للعديد من مواقع الويب التي تتصفحها باستمرار.
والآن عند الاتصال بالإنترنت، يقوم مزود خدمة الإنترنت بتعيين عدد من سيرفرات خدمة DNS لك، وذلك للمساعدة في ترجمة أسماء نطاقات مواقع الويب إلى عناوين الخادم الخاصة بها.
ربما كنت أفكر الآن ، “هذا شيء جيد، فأين هي المشكلة إذن؟”. حسناً، هنالك العديد من العيوب عند الاعتماد على خدمة DNS الخاصة بموفري الإنترنت أثناء التصفح، وفي هذه المقالة، نستعرض بعضاً منها بلمحة سريعة، وفي وقت لاحق، سننشر مقالًا آخر لشرح خطوات كيفية تعيين مزود خدمة DNS بديل أكثر موثوقية وسرعة للحصول على تجربة أفضل.
مساوئ استخدام خدمة DNS الخاصة بموفر الإنترنت:
الخصوصية!
بلا شك، السبب الأول هنا! فعند استخدامك لسيرفرات خدمة DNS الخاصة بموفر خدمات الإنترنت لديك، فأنت قد تضع كافة تاريخ تصفح وحركة نشاطك على الويب في أيدي مزودي الانترنت ببلدك! فبلا شك، بعض مقدمي خدمات الإنترنت يبيعون تلك البيانات الحساسة إلى الأطراف الثالثة مقابل الإعلانات وما إلى ذلك، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، عبر تزويد الحكومات بتلك البيانات القيمة.
بالإضافة إلى ذلك! انه لمن المخيف فقط وجود فكرة أن شخص آخر على علم ومراقبة مستمرة لكافة تحركاتك وكل زاوية تقوم بزيارتها في جميع أنحاء شبكة الإنترنت!
ولكن على الرغم من ذلك، فإن تخطي استخدام خوادم DNS مزود خدمة الإنترنت الخاص بك لن يمنع بالكامل عملية تتبعك، بل سيجعل فقط من الصعب متابعة حركتك على الانترنت.
تجربة استخدام سيئة
قد لا يمنحك استخدام خوادم DNS موفر خدمة الإنترنت تجربة إنترنت موثوقة وسريعة، لأنه في كثير من الأحيان، تظل بيانات خوادم DNS الخاصة بمزود خدمة الإنترنت قديمة لبضعة أسابيع قبل أن يتم تحديثها، حيث تقوم بتخزين جميع طلبات DNS لفترة أطول وذلك لأجل توفير استجابة DNS أسرع.
ومع ذلك، فإن هذه البيانات المخزنة مؤقتًا تصبح قديمة في حال وجود موقع ويب يتغير عنوان IP الخاص به باستمرار، وبالتالي يجعلك غير قادر على تصفح هذا الموقع في بعض الأحيان.
إذا كنت مالكًا لموقع الويب، فستفهم هذه النقطة جيداً، حيث أنه عند التبديل بين خدمات الاستضافة الخاصة بموقعك، فحتى بعد تحديث بيانات اسم النطاق بعنوان السيرفر الجديد، ستجد أن متصفحك يستعرض نفس المحتوى القديم من مضيفك السابق عند زيارة موقعك على الويب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم مزودي خدمات الإنترنت على الأرجح لا يستثمرون الكثير من الوقت والموارد لترقية خوادم خدمة DNS الخاصة بهم لتواكب أحدث المعايير في المجال!
الحجب
إن حجب بعض المحتوى على شبكة الإنترنت هو أمر ممتاز بلا شك، ولكن في بعض الأحيان، قد يتم وضع فلاتر بخوادم DNS مزود خدمة الإنترنت لمنع الوصول إلى بعض المواقع المفيدة على الإنترنت لسبب أو لآخر (المواقع المحجوبة جغرافيًا، خدمات بث الموسيقى والمحتوى، إلخ). ولكن باستخدامك لخدمة DNS أخرى، تستطيع تجاوز بعضاً من هذه الفلاتر الموجودة بمزود خدمة الإنترنت الخاص بك.
والآن ماذا عن جميع تلك المواقع السيئة التي تم حجبها سابقاً لأسباب وجيهة؟ لا بأس، فلحسن الحظ، معظم خدمات DNS التي سنلقي الضوء عليها لاحقًا، توفر لك خيارًا لفرض رقابة ومنع الوصول إلى مواقع الويب ذات المحتوى الضار، خاصة إذا كان لديك أطفال يقضون معظم وقتهم في تصفح الويب (وهذا هو الحال على الأرجح اليوم ، نظرًا لهذا الحجر الصحي والإغلاق).
انخفاض الأمان
معظم مقدمي خدمات الإنترنت لا يوفرون قاعدة بيانات بتفاصيل وعناوين مواقع التصيد الاحتيالي والمواقع الضارة، والتي قد تقوم بخداعك لتثبيت برامج تجسس وفيروسات إذا قمت بتصفحها. لحسن الحظ، يوفر عدد من مزودي خدمات DNS المجانية مثل OpenDNS و Cloudflare قاعدة بيانات بمعظم المواقع الضارة على شبكة الانترنت، وتحوي ميزة تقوم بمسح نشاط تصفحك باستمرار، بحيث يتم تنبيهك ومنعك من الوصول إلى مثل هذه المواقع الضارة.
الخلاصة
كانت هذه بعض الأسباب الأكثر شيوعاً التي تدفعك لاستخدام مزود خدمة DNS آخر بخلاف موفر خدمة الإنترنت ببلدك، وفي مقال آخر لاحقاً هذا الأسبوع، سنلقي نظرة على بعض من مقدمي خدمات DNS ومزاياهم. كما سنعرف أيضاً كيفية تعديل إعدادات DNS على أجهزتنا المختلفة، سواءً على الهاتف أو الحاسوب أو الراوتر.
إن كان لديك أي أفكار إضافية ترغب في تسليط الضوء عليها أيضاً، شاركنا بها في قسم التعليقات أدناه،! نحب أن نسمع لأراء زوار ومتابعي مدونتنا!